صدمة ترامب الإقتصادية الوجه الثاني لعملة وجهها الأول صدمة نيكسون ( تقرير لوغريتم الصدمة والصدام المحتملين

 

كتب : احمد غريب

بعد فوز ترامب بالإنتخابات الأمريكية كالعادة وكعادة كل دورة إنتخابية أمريكية لرئيسها ينقسم العالم بين مؤيد ومعارض ، مع العلم انا لست بالساذج الذي يصدق مسرحية الإنتخابات الأمريكية فالبنسة لي منذ تولي أوباما حكم الولايات المتحدة الأمريكية وأنا على يقين أن إختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يتم فرضه على الشعب الأمريكي من خلال فلسفة وهم الإنتخاب لا أكثر ، ويتم توجيه الرآي العام الأمريكي من خلال الإستخبارات الأمريكية بمساعدة رجال الأعمال الثقات للجهات السيادية بالولايات المتحدة الأمريكية ، بمعنى أدق إختيار رئيس أمريكا بيتم بالإتفاق حسب إستراتيجية المرحلة بين الجهات السيادية بدعم من رجال الأعمال أصحاب المصالح المتشعبة بسياسات امريكا الإقتصادية سواء داخليا أو على المستوى العالمي منذ أكثر منء عشرة أعوام وباتت مصالح شركات البترول الأمريكية تتضارب مع إستراتيجيات الجهات السيادية ونتج عن هذا التضارب خروج السيارات الكهربائية (تسلا) للنور في عام ٢٠١٦ العام الذي بدأت فيه السيارة تدخل سباق السوق المحلي وتستحوذ على نصيب كبير منه بشكل ملحوظ ، مما أثر سلبا على شركات البترول الأمريكية وأصبح خطرا يهدد أكبر كيان إقتصادي داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، ويليه شركات إنتاج السلاح وشركات الأدوية .

لكن هنا السؤال ما هي العلاقة التي تربط صراع شركات البترول الأمريكية مع صدمة ترامب الإقتصادية المحتملة وتكرار لصدمة نيكسون ( صدمة نيكسون سلسة من التدابير الإقتصادية أهمها إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار للذهب ١٩٧١ ومن ثم تعويم العملات الورقيه ١٩٧٣)

وعرفت وقتها ( ببرايتون ودز عملية النصب الكبرى )

 

صدمة ترامب المحتلمة هتكون شبيه لصدمة نيكسون لكن وبنسبة كبيرة حزمة التدابير الإقتصادية هذه المرة ستوقف الفائدة على سندات الدين الأمريكي مما يعني أن هذه السندات سعرها سوف ينخفض بشكل غير مسبوق ومن ثم تعود الولايات المتحدة لشراء سندات ديونها مرة أخرى بسعر منخفض لوقف نزيف التضخم والبطالة ومن ضمنها محتمل أيضا تحييد العمل بالذكاء الإصطناعي ولو بشكل مؤقت .

 

ديون الولايات المتحدة الأمريكية وصلت ٣٦ تريليون دولار

الصين تمتلك ٧٪ من الديون الأمريكية

وشركات البترول والسلاح لها نصيب يقدر بحوالي ١٠٪ من سندات الدين الأمريكي وهنا الصدام المحتمل بين شركات تصنيع السلاح والبترول في مواجهة ترامب الأمر الذي سوف يزيد الموقف سوءا علما بأن إعتماد ترامب في الفترتين الإنتخابيتين له على إيلون ماسك رئيس شركة تسلا لن يمر مرور الكرام ( ضربتين قاتلتين لشركات البترول الأمريكية ولكن لماذا تخلت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا عن مصالحها البترولية وأصبحت تعادي بشكل قوى البترول في العالم على الرغم أنه السبب الرئيسي في إنتعاش الدولار الأمريكي على مدار نصف قرن كامل من خلال قوانين بيع البترول على مستوى العالم بالدولار (منظمة الأوبك )

السبب يرجع إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بدأت على مدار العشرين عاما الماضية تخسر التفوق في مجال الصناعة والتجارة لصالح الصين وألمانيا وكي تستطيع إعادة هذا التفوق عليها الإعتماد على الصناعة الحديثة التي تعتمد على الطاقة المتجدة ليس فقط لأنها متجدة ولكن لأن الإعتماد على الطاقة المتجددة بشكل قوي يمثل الواجهه الأمثل لصناعات المستقبل الإقتصادية والترشيدية والبيئية وهتصنع خلل إقتصادي بالصين ومن ثم سوف تقلص من إعتماد الصين على السوق الأمريكي لمنتجاتها ( الصراع الإقتصادي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ) ، ومن ثم قلب أزمة الديون الأمريكية لأزمة ديون صينية وتضخم صيني محتمل ،

 

لكن نعود للسؤال مرة أخرى لماذا تعادي الولايات المتحدة الأمريكية شركات البترول الأمريكية ؟ وهل حقا تعادي الجهات السيادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية شركات البترول ؟

 

في كثير من الأفلام الأمريكية التي تناولت قطاع البترول الأمريكي ال١٥ عام الماضية تعمدت إظهار ملاك شركات البترول وان هذا الإستثمار دموي وقذر للغاية حتى لا يحدث آي تعاطف معه على المدى البعيد .

 

و ما ذكرناه سابقا بخصوص الدين الأمريكي والصراع الإقتصادي الصيني الأمريكي هو نصف الإجابة على السؤال والنصف الثاني من الإجابة يعود لأن معظم أصحاب شركات البترول نفسها قاموا بيبيع جزء كبير من أسهم شركاتهم في البترول للإستثمار والمالك صناديق التقاعد والمعاشات وأفراد ورجال أعمال من خارج أمريكيا وهناك قاعدة إقتصادية سياسية مهمة ملخصها ( أحيانا إعادة التوازن الإقتصادي يحتاج لإحداث أزمة أكبر وصدامات ظاهرية لكنها في الحقيقة تحالفات من أجل نفس الهدف )

 

الجدير بالذكر أن دولة كبيرة كروسيا تعتمد في إقتصادها على الغاز الطبيعي والنفط وإيجاد بدائل لمصادر الطاقة الغير متجدد يسبب ركود كبير للمصادر الطاقة الغير المتجددة . ملخص المشهد والصدمة العقرب الأمريكي يسعى بقوة لتبديل مكانه من أجل مفاجأة خصومه ( الدب الروسي ـ التنين الصيني ) بلدغات قاتلة مما يعني حتمية الصراع الخارجي للولايات المتحدة الأمريكية سوف تفرض صدمة سندات الدين الأمريكي داخليا وضرب أسهم البترول في بورصة نيويورك وتعويم الدولار بشكل غير مسبوق من أجل إعادة بناءه عالميا مرة أخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *