كتبت : الاعلامية سماح مصطفى
شهدت جامعة الأزهر مناقشة متميزة لرسالة ماجستير في تخصص الهندسة الزراعية، قدمها الباحث أحمد جابر محي الدين صيام، حيث جاءت الرسالة بعنوان “تطوير وحدة لشتل النجيل”. ومن بين الجوانب التي لفتت الانتباه في الرسالة هو الإهداء المؤثر الذي خصصه الباحث لروح جده، محي الدين جادالله صيام، والذي وُصف بكونه “رمزًا للتفاني والحب للأرض”.
استهل أحمد رسالته بتكريم جده الذي كرّس حياته للزراعة بحب وتفانٍ، وكان مصدرا للنصيحة والإرشاد لكل من حوله من المزارعين وبشكل حريص علي مشاركة معرفته حيث أوضح أحمد أن جده لم يكن مجرد مزارع، بل كان شخصًا ملهمًا يوجه الآخرين ويساندهم بخبرته، وكان يعمل في الأرض حتى آخر لحظة في حياته”. وقد تركت وفاة الجد، الذي توفي مباشرة بعد أداء صلاة أخيرة وسقي الأرض مباشرة، أثراً كبيراً في حياة الباحث، ليصبح هذا المشهد الملهم دافعًا رئيسيًا له للانضمام إلى كلية الزراعة وتحقيق حلم تطوير آليات زراعية جديدة تخفف عناء المزارعين.
وبعينين مفعمتين بالشغف، استرجع أحمد ذكريات طفولته مع جده، الذي كان يصطحبه إلى الحقول، يعلمّه كيف يزرع البذور وينقلها للأرض. هذه اللحظات لم تكن دروسًا في الزراعة فقط، بل كانت رمزًا للحب والرعاية والاهتمام. ومع رحيل الجد وهو في السابعة من عمره، شعر أحمد بأنه قد ورث شغفًا لا يموت، وإرثًا لا يقدر بثمن. يقول أحمد: “وفاة جدي لم تكن مجرد فقدان، بل كانت بداية لرحلة جديدة أحمل فيها شغفه بالأرض وأحقق حلمه في تطوير أدوات زراعية تسهم في تخفيف مشقة العمل وتسهيل مهمة المزارعين”.
وأضاف الباحث: “لقد رحل جدي بعد أن أنهى مهمته كأنه كان في رحلة خاصة مع الأرض، لم يكن يشكو يوماً من صعوبة العمل، وكان يرعى النباتات بعناية حتى لحظاته الأخيرة”. واستلهم أحمد من هذا المشهد العاطفي إصرارًا على تحسين الحياة الزراعية وتحقيق رؤية جده في تحويل الجهد إلى إرث من العطاء المستدام.
التقدير والشغف المتجدد يضيف الإهداء بُعدًا شخصيًا إلى الرسالة العلمية، إذ تتجسد فيه إرادة جيلين يجمعهما العطاء للأرض وحب الزراعة. وقد أثنى العديد من الحضور على هذا الإهداء، معتبرين أنه ليس مجرد تكريم، بل دعوة ملهمة لتحقيق رؤية الأجداد وتقديرًا لتأثيرهم العميق في تشكيل طموحات الأحفاد.