صوت مصر
كتب: احمد غريب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا وشفيعنا محمد رسول الله النبي الخاتم أما بعد
منذ حوالي ستة أعوام إنطلقت حملة كبيرة وضخمة على السوشيال ميديا تتهم وكالة الفضاء الدولية ناسا وكل وكالات فضاء العالم أنها مضلله وأن كل صور كوكب الأرض التي تم إلتقاطها غير حقيقة وأن الأرض مسطحة من القرآن الكريم كنت أتعجب وأقول سبحان الله على عقول الناس وبالنظر للأدلة المزعومة من القرآن الكريم كنت أرى فيها تعمد للتفسير الخاطئ للقرآن الكريم ولكن ما الهدف من ذلك ؟
الحقيقة أنه هدف خبيث جدا يقنعون قليلوا العلم من المسلمين بهذا الأمر ومن ثم يبدأوا في تغيبهم حتى يتبعوا المذهب الشيعي الذي يعتمد على اللامنطق والتفسير الخاطئ للقرآن الكريم ولا يعتمدوا القرآن من الأساس كمرجعية تشريعية لمذهبهم ، والخبث الأخطر القرآن حجة على غير المسلم وتسطيح الأرض كاملة من القرآن الكريم هي إضعاف لحجة القرآن الكريم لغير المسلم بالله عليكم لو رجل ملحد قبل أن يعتنق الإسلام وأخبرناه أن القرآن ينفي حقيقة الأرض كوكب ويذكرها على أنها مسطحة وأن كل حكومات العالم والجامعات العلمية والمدارس في العالم كله تكذب بهذا الشأن وأن القرآن الكريم أخبر بغير ذلك آي منطق في هذا الدين كي يتبعه هل حقا يكون الإله الذي يتبع في هذا الدين هو خالق الكون ويقول شيئا عكس ما نراه سبحانه وتعالى تنزه عن آي نقصان وهذا إفتراء عظيم على القرآن الكريم وتعمد للتفسير الخاطئ للقرآن الكريم .
و جاء الدكتور عبدالله رشدي بحلقة خطيرة عن حقيقة الأرض مسطحة أم كروية من القرآن الكريم عبر حسابه على السوشيال ميديا ؟
أولا هو دعم حقيقة الأرض كروية من المنظور العلمي وليس من القرآن الكريم ثانيا أكد على أنه لا توجد آية واحدة من القرآن الكريم توضح شكل الأرض سواء كوكب أو مسطحة ولكن الخطأ الذي وقع فيه الدكتور عبدالله رشدي أنه قال (الأرض بيضة الأرض فرخه الأرض كتكوت إحنا مش هنخرج منها حكم شرعي ) وهذا خطأ كبير كونه إختزل بدون قصد القرآن الكريم كحكم شرعي والحقيقة أن القرآن الكريم منهج شامل وحجه عظيمة للمسلم وعلى غير المسلم ومعجزة في كافة العلوم وكونه لم يوقف الإفتراء على القرآن الكريم بذكر الأرض ككل مسطحة من القرآن و لقد قمت بالتعليق على مقطع الأرض مسطحه الذي قام بنشره الدكتور عبدالله رشدي وقام بالرد على تعليقي مجموعة من المسطحين وإتضح لي أنه نفس الأسلوب الذي يستخدمه المسطحين أو دعاة هذه النظرية في الجدل نفس أسلوب الشيعه في التضليل والكذب والإفتراء وأنهم متمسكين بالا منطق حتى إذا وقعت عليهم الحجة في الجدال قاموا بمسح ردود تعليقاتهم علي تعليقي. الرئيسي وسبحان الله تبين لي كذبهم وتعمد تضليلهم للناس وتعمد إفترائهم على القرآن الكريم وأنهم والشيعه وجهان لعملة واحدة و إليكم أدلتهم المضلله في تفسير القرآن الكريم ودعونا نتدبر القرآن مرة أخرى بشكل أوضح شامل قال تعالى {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * } (الغاشية ٢٠:١٧ ) لو لاحظنا لأول الآيات ( أفلا ينظرون ) وهذا نداء للعين المجردة البسيطه الخالية من آي تعقيد وإستشهاد الآيات بإستدعاء العين البسيطه للإنسان إذا المقصود من الأرض المسطحه هي التربة التي نقف عليها وليست الأرض كاملة ولكن التربه الممهدة الجميله الصالحه للعيش والصالح منها للزراعه أوالبناء والتنقل وغيرها وهذه نعمة عظيمة من الله .
وعلى سبيل المثال لتوضيح أهمية نداء أفلا ينظرون في تحديد طبيعة المقصود بالأرض المسطحه على أنها تربة الأرض قال تعالى ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) سورة الطارق نلاحظ هنا في و ما ٱدراك ما الطارق وهي إستحالة إداركنا للصوت الحقيقي لهذا النجم الخطير والمدمر وأن سماع صوت هذا النجم جاء العلماء بصوت مصطنع يحاكي صوته الحقيقي من خلال تحليل بيانات أشعته السينيه التي تخرج منه ولكي نسمع صوته الحقيقي يجب أن نكون على مقربه منه دون حدوث ضرر لنا وهذا مستحيل ويجب أن يحيط به هواء موصل للصوت وهذا أيضا مستحيل أخر وجاء تتابع الآيات في إن كل نفس لما عليها حافظ وهذا لشدة خطورة النجم لو إقترب من الأرض وإذا كانت أشعته في إتجاه الأرض فومضه واحدة من أشعته كفيلة بتدمير الأرض التي نعيش عليها بالكامل سبحان الله على الدقة القرآنية أقرآن بهذه الدقة العظيمة ونفسره بهذه العشوائية سأترك لعقولكم المستنيره المقارنة بين ( أفلا ينظرون و ما أدراك ) والفارق الكبير بينهم ومن ثم فهم الدقة القرآنية وتدبره
دليلهم الثاني على أن الأرض مسطحه من تفسيرهم الخاطئ للقرآن قال تعالى ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) أل عمران
إستنتاجهم في هذه الآية أن عرض السماوات متساوي مع عرض الأرض وهذا معناه أن الأرض المسطحه تتساوي في المساحه مع السماء هل هذا الكلام صحيح مع العلم هو مجرد إستنتاج لكن لو فسرنا القرآن بالقرآن قال تعالى ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) سورة الذاريات هنا الحسم القرآني السماء التي تتوسع والأرض التي تفترش وهنا إختلاف طبيعة مساحة كل منهم فكيف يكونوا متساويين بالعرض إذا كانت طبيعة أحدهم التوسع والأخر لا (كطفل سريع النمو والأخر نموه ضعيف بالتأكيد سيكون طوله وسماتهم مختلفة ) إذا إستنتاج خاطئ بأن عرض السموات متساوي مع عرض الأرض وأن تفسير الآيه كما يلي هل عرض الأرض صغير بالنسبة لنا أو للناس في زمن نزول القرآن ؟
بالعكس هو كبير جدا يضرب الله المثل لحجم عرض الجنه بالأرض الضئيله في المساحه بالنسبة للسماء التي هي عظيمة بالنسبه لنا ومن ثم الجنه عرضها يتساوي مع العظيم بالنسبه لنا ( الأرض ) وهو ضئيل بالنسبه للسموات ومعه عرض السموات العظيم جدا بالنسبة لعرض الأرض فلك أن تتخيل في زماننا هذا كام يبلغ مساحة الجنة سبحان الله نحن بالكاد نلاحظ حجم ضخامة سماء الدنيا بالنسبه للأرض وهي سماء واحدة .
الدليل الثالث للمسطحين وتفسيرهم الخاطئ له قال تعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) سورة الرعد وقال تعالى (بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) سورة الأنبياء
هنا إنتقاص الأرض من أطرافها بالنسبه لهم و لفهمهم الضيق دليل على أن الأرض مسطحه لأن لها أطراف ولكن لايعلمون أن إنتقاص الأرض جاء تفسيره بإجماع الأغلبية من العلماء بمعنى الموت وأن الأرض المقصودة هنا مكان وهي مكه وكانت محاطة في أطرفاها بمقابر الدفن وهم ثلاث مشهورين بالشمال مقابر المعلاه والشرق مقابر الخرمانيه والغرب مقابر الشبيكه وهذه هي أطراف الأرض المحاطه بالمقابر على سبيل المثال تفسير الآيه في العاميه المصريه عندما نجد شخص كثير الطمع نقول له (على أيه دي أخرها متر × متر) تذكرة بالموت والقبور وكذلك في الآيه كان يذكر الله هذا المثال لمشركين مكه انتم فارحين بطول العمر وكأنكم لا ترون كيف زادت القبور على أطراف القرية حتى أنها قلصت من مساحة قريتكم وكل من سابقوكم وطال العمر عليهم أيضا هم أموات الآن في هذه القبور التي ترونها وسيآتي حساب الله السريع عليكم كما آتي عليهم وهل أنتم تغلبون الموت وهل إستطاع من سبقكم الهروب من الموت .
وأهم شيء لو لاحظنا في الآيتين سنجد كلمتين مهمتين آثبتوا أن الأرض مكان ومكان معلوم لمن تمت مخاطبتهم مباشرة في هاتين الآيتين في زمن نزولها وهي أو لم يروا في سورة الرعد وأفلا يرون في سورة الأنبياء وهو هو نفسه النداء للعين المجردة من آي تعقيد كما في أول دليل (أفلا ينظرون ) وهل معقول أن يخاطب الله الناس بأسلوب نداء يستدعي فيه حاسة البصر البسيطه لدينا ولا يمكن لنا أن نرى ما إستدعى له أبصارنا لرؤيته لو كانت الأرض لها أطراف ومسطحه كالسماء هل شاهد أحد منا آخرها وأخر اطرفها كما يدعي المسطحون أن الأرض عرضها متساوي مع عرض السماء هذا تناقض عجيب منهم في طريقة تفسيرهم للقرآن .
وإليكم الدليل أن الأرض كروية من القرآن الكريم بصيغة غير مباشرة
قال تعالى ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)سورة الزمر
لو لاحظنا في هذه الآيه لا يوجد آي نداء لعين الإنسان المجردة كا أفلا ينظرون أو أفلا يرون وذكر السماوات قبل الأرض في كل آيات القرآن الكريم مقترنين ببعض يكون المقصود بها الأرض كاملة وليس جزء منها أو مكان فيها أو شيء داخلها أو مسمى غيرها قال تعالى ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) سورة الأنبياء والمقصود بالأرض في هذه الآية (الجنة)
نعود لتكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل هنا السؤال هل الضوء والظلام لهم شكل معين ؟
في الحقيقة لا ، الظلام يتشكل حسب الشكل الحاجب للضوء ( الظل ) والضوء يأخذ كل شكل إنعكس عليه وأضاءه وشكل تكوير الليل هو حجب الأرض لضوء الشمس وتكوير النهار هو إنعكاس ضوء الشمس على الأرض ويعني أن الشكل الذي أخذه الليل والنهار العامل فيه الأرض إذا هي كروية وتدبر هذه الآية بتفسير عقلاني منطقي من الناحية العلمية الفيزيائية القديمة البسيطة على طريقة عالم عربي قديم وهو الحسن بن الهيثم إذا هذه حاسمة لكروية الأرض من القرآن الكريم
ولكن لماذا لم يذكر الحق سبحانه صراحة شكل الأرض في القرآن الكريم ؟
رحمة للسلف الذين سبقونا الذين لم يكن لديهم تكنولوجيا وتقدم علمي كافي وخرائط كاملة للأرض لمعرفة شكل الأرض بالكامل لو ذكرت الأرض على أنها كروية لإختل ميزان عقلوهم وتسرب عدم اليقين بالحق لقلوبهم فإخبارهم بكروية الأرض مباشرة دون أن يدركوها لكان جدل عظيما بين الناس في زمانهم وإليكم الدليل في زماننا يفسرون القرآن بجهلهم دون تدبر كامل وسليم لآيات القرآن الكريم ويحدث الجدل ، الحمدالله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
