كتب : احمد غريب
من الحين للأخر نسمع أخبار بشكل مستمر لحملة إعتقالات لعلماء الدين الإسلامي بالسعودية من قبل سلطات الممكلة السعودية لماذا وما هي الأسباب ؟
هل هم دعاة فتنة وخروج على الحاكم ؟ لا
هل متطرفين حقا كما يدعي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة ؟ لا
السبب الحقيقي وراء حملة إعتقالات علماء الدين السعودي لأنهم يرفضون بشكل قاطع الشكل التي بنيت عليه رؤيا ٢٠٣٠ والتي تعتمد على جذب إستثمارات ضخمه من خلال السياحة الترفيهيه وتنشيط سوق العقارات بالمملكة العربية السعودية وشكل هذه السياحة إعتمد على تحول وإنفلات أخلاقي لا يتناسب مع الثقافة الإجتماعية التاريخية العريقة للمملكة ورآي العلماء الذين تم إعتقالهم هو أن هذا التحول خطر عظيم يهدد الدين الإسلامي وأن الإستثمار من هذا النوع هو السفه بعينه دعونا نلقي نظرة تحليلية شاملة على وجهتين النظر أو بمعنى أدق حق التعدي على علماء السعودية وو جهة نظر علمائها .
اولا يرى ولي عهد السعودية أن السعودية تأخر إقتصادها كثيرا حيث أن إقتصاد السعودية أقصى مركز إقتصادي وصلت له هو المركز ال١٧ عالميا وأن السعودية تستحق مكانة إقتصادية أكبر من هذا لولا التطرف الديني في السعودية مدعيا أن السياحة الترفيهيه بالسعودية لو كان وضع لها خططا تنموية منذ ثلاثون عاما لكانت مكانة الإقتصاد السعودي تجاوزت الخمس مراكز الأولى .
هذا غير صحيح أولا إقتصاد السعودية له نصيب الأسد من السياحة الدينية والعلاقة بين السياحتين علاقة عكسية كلما إزددات إحداهما إنتقصت الثانية إلى جانب أن دعم السياحة الترفيهية هي مقامرة في حد ذاتها ومحتوم عليها بالفشل والسبب يرجع لعدة عوامل .
من منظور سياسي بحت :
نجاح السعودية في رؤيا ٢٠٣٠ ليس بالأمر السهل فهو تهديد خطير وكبير لنفوذ دول كبرى عالمية وإقتصادها ومن ثم مكائد لا حصر ستهدد أمن وإستقرار السعودية
من منظور إقتصادي بحت :
السعودية لا تستطيع منافسة أقوى إقتصادات العالم سياحيا نظرا لقوة تاريخ سياحتهم وإقتصادات هذا الدول ستقحم السعودية بمنافسة شرسة لن تستطيع السعودية مجارتتهم في تحديات سوق السياحة الترفيهيه
ثانيا تحول وجهة العالم السياحية الترفيهية للسعودية سيحدث شللا لإقتصادات هذه الدول مما سيتسبب في تعيتم رؤيا السعودية ٢٠٣٠ داخل هذا الدول مانعين هذا التحول ومن ثم فشل متوقع لها .
ثالثا السعودية غير منتج زراعيا بشكل يغطيها بنسبة ٤٠٪ ويعتمد زراعيا على الإستيراد مما يبرز دور المؤمن الغذائي لهذا التحول الإقتصادي وهو في حد ذاته غير مطمئن لمن يريد الإقامة بالسعودية إذا حدث لا قدر الله أزمات من هذا النوع .
من منظور ديني إقتصادي :
السعودية بلد مصدر الاسلام وبلد الركن الخامس للدين الإسلامي وبلد نزول القرآن الكريم كونها تضعف الدين الإسلامي وإنتشاره بدعاوي تطرف ديني وكونها تعيد توجيه سياستها ودعمها بعيدا عن الدعم الإسلامي هذا الأمر سينتقص داخليا من إقتصادها الذي يعتمد على السياحة الدينية على المدى القريب والبعيد .
من منظور ديني بحت :
عندما أراد سادة قريش إعادة بناء الكعبة قبل نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم إبتعدوا تماما في أموال تبرعات بناء الكعبة عن أموال الربا وتجارة الخمر و كانوا يعلمون أنه مال خبيث ولا يجوز بناء الكعبة بهذا المال إذا من الذي وفق المشركين لهذا الأمر أنه الحق جل وعلا إذا دخول أموال خبيثة في إقتصاد السعودية ككل ومن ثم إختلاطها بأموال خدمة بيت الله الحرام وهذا أمر لا يرضي الله أنفقت السعودية مبالغا طائلة على مواسم الرياض وكلها خسائر ترى إلى ماذا يشير هذا الأمر ؟
إذا الإنفاق في الإتجاه المعاكس لتنميتك الحقيقيه المستدامه التاريخيه التي لم تلقى جهدا على حكومة السعودية وهي السياحة الدينية التي بدأت منذا أمر الحق جل وعلا نبيه إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس للحج هذا الإنفاق جحود بأنعم الله إذا رآي العلماء أنها تنمية السفه بعد كل هذه الأسباب هو رآي حق وصدق وصواب وإعتقالات التطرف لعلماء السعودية باطلة ، والذين هم عبر التاريخ كانوا سببا عظيما وجليلا لإعتناق مليارات المسلمين عبر ١٤٠٠ عام الدين الإسلامي .
وكل هؤلاء المسلمين هما سببا في نشاط السياحة الداخليه إذا إعتقال علماء المسلمين السعوديين هو تهديد خطير للدين الإسلامي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبِى للغرباءِ، وفي روايةٍ قيل يا رسولَ اللهِ : مَن الغرباءُ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، وفي لفظٍ آخرَ قال : هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ. رواه مسلم
إعتقال غرباء هذا الزمان هو خطر يهدد الإسلام فوقانا الله الفتن ما ظهر منها وما بطن .
ليس من الحكمه المكابره والإستمرار على الخطأ لكن الحكمة تقضي بإعادة الأمور لنصابها الصحيح فحتى بحر البترول المدفون في السعودية هو رزق من الله فكيف يكون شكر الله على هذا الرزق قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) سورة النحل