لاقت أصداء قرار تدوير مديري مدارس المرحلة الإعدادية و الابتدائية ومدارس التعليم الأساسي فى جميع الإدارات التعليمية بمحافظة الجيزة يلقى اهتمامًا واسعًا و استحسان من جميع العاملين بالعملية التعليمية بمديرية التربية والتعليم بالجيزة ما بين مؤيدٍ ومعارض للخطوة الجريئة التي أقدم عليها وكيل أول الوزارة بالجيزة الاستاذ أشرف سلومة. ووفقا للقاعدة الإدارية المشهورة أن كل تغيير أو تطوير أو تحديث لمنظومة العمل يقابله أعداء التطوير و المحبين للوضع النمطي التقليدي للعمل لذا فقد خرج علينا البعض من معارضي التغيير من أجل الإصلاح و هاجموا هذا القرار بضراوة حفاظا علي ما حقق كل منهم من مكتسبات شخصية بل و تحت إدعاء أن بعض المديرين بذلوا جهودًا كبيرة فى تلك المدارس التي يديرونها منذ عدة سنوات وحققوا بها انجازات ملموسة فليس من العدل اعادة تكليفه بإدارة مدرسة أخرى بالإضافة إلى أنه عرف المدرسين وجميع العاملين معه وهم كذلك وأقصد أنهم علموا نظامه وأدركوا طباعه وتمرسوا أسلوبه فى العمل.ونقله إلى مدرسة أخرى من الجائز أن يضر باستقرار العملية التعليمية ويهدد بضعف مستوى المدرسة وتراجع الإنجازات التى تم تحقيقها. و هذا الكلام كله إدانه صريحة في حد ذاته علي من قاله و حجج واهية يكثر عليها الردود لأنها مجرد مرآه للتستر علي مصالح ومكتسبات شخصية للأشخاص المعارضين للتغيير و لكن ردنا سيكون علي هؤلاء علي النحو التالي
أن المدير الكفء او المتميز و يملك الخبرة و بالفعل حقق انجازات حقيقة و ليست علي الورق فى إدارة مدرسة ما فلابد من الاستفادة منه و من خبراته في إدارة مدرسة أخرى يحقق فيها ما حققه أو أكثر مع بيئة عمل مختلفة . و علي فرضية ان هذا المدير لم يحقق شيئًا فى إدارة مدرسة ما اصبح أمامه فرصة ثانية رائعة مع بيئة عمل مختلفة فى مدرسة أخرى مختلفة أيضا في ظروفها و بالتالي فرص نجاحه تتزايد و يحقق فيها نجاحًا وتفوقًا و بالتالي نكسب قائد عمل جديد ينضم الي صفوف القيادات ولكن إن فشل مرة أخري فهذا سبب ادعي لاستعاده لانه ثبت عدم صلاحيته .
ثانيا – أما الرد علي مدعي الاستقرار وأن المدير عرف المدرسين وهم عرفوا أسلوبه ونظامه يمكننا أن نوجز الرد في إن مدير المدرسة يسير حسب نظم وقوانين ولوائح و صلاحيات له في إدارة منظومة العمل ينفذها بالإضافة إلى تعليمات الإدارة والمديرية التابع لها وبالنسبة لطريقة عمله وأسلوبه فالمدير الناجح صاحب الشخصية القوية يستطيع أن يفرض فكره أسلوبه ومنهجه في تنفيذ القوانين والنهوض بالعملية التعليمية في أي مكان يكلف به . بالإضافة إلي أمور أخرى لا تذكر علي طاولة التعليم أمام صناع القرار و لا يعلمها إلا فئةٌ قليلةٌ من الناس العاملين في حقل التعليم الميداني و هذا ما سوف تتعرض له بكل صراحة مع علمى أن تلك الأمور سوف تغضب البعض مما اقول .
هناك بعض مديرين المدارس وهنا أقول بعض وليس الكل بسبب طول مدة بقاءهم فى مدارسهم لفترات طويلة حولوا تلك المدارس إلى عزب خاصة بهم يفعلون فيها ما يشاءون مع المدرسين والطلاب و أولياء الأمور بدون ادني التزام باللوائح أو القوانين بل لهم لهم قوانينهم الخاصة بهم.وقد يندهش البعض عندما يعلم أن بعض هؤلاء المديرين قد يتجاوز دخلهم الشهري خمسون ألف جنية يعني أكثر من مدير الإدارة التابع لها .و السبب هنا غير واضح ودعوني أوضح كيف يتم ذلك و ما هي الحسبة بكل ببساطة
هناك عرف أو ما تعارف علية المديرين و المدرسين بالمدارس و ظهور مصطلح ليس بحديث يسمى ( النسبة )
ماهى ( النسبة ) ؟ كل مدرس يعطى دروسًا خصوصية ومجموعات تقوية يقوم بدفع ( نسبة ) عن كل فصل يقوم بالتدريس له تترواح مابين مائة جنيه إلى ثلاثمائة جنيه شهريًا حسب مستوى المدرسة و كثافة الفصل و تختلف تلك النسبة من مدرسة الي أخرى اى أن المدرس الذى يقوم بالتدريس مثلا أربع فصول ونسبة الفصل ثلاثمائة جنيها يدفع ألفا ومائتين جنيهًا شهريًا للسيد مدير المدرسة تحت مسمي النسبة . و بحسبة بسيطة أن بعض المدارس الكبيرة يتجاوز فيها عدد المدرسين حوالي الخمسون مدرسًا فتكون النسبة المحصلة ما يقارب ستون الف جنيه شهريا . وكيل الإدارة التعليمية والمدير العام لا يملكون فعل شيء تجاه هذا الأمر لأن الفكرة ببساطة لا توجد شكوى من أى مدرس بل ولو سئل اى مدرس سوف ينكر لان الموضوع في الأول و الاخر بالتراضي و صفقة ما بين مدير المدرسة و المدرس تنتهي يميني اسمه ( النسبة ) و بالتالي يستمر الفساد دون مقاومة. و نحن هنا تطرقنا الي نقطة واحدة من أوجه الفساد المالي و الإداري و لكن هناك أوجه عديدة يتم فيها التحايل علي القانون لن نتطرق إليها في مقالنا هذا فلكل مقام مقال و لكل حدث حديث و لكن سنكتفي بتلك
** شكر واجب للاستاذ أشرف سلومه
الاستاذ أشرف سلومة وكيل وزاره التربية والتعليم بالجيزة له منا كل الاحترام والتقدير فهو شخص محنك وذو خبرة عميقة تدرج فى سلم الوظائف التعليمية والقيادية فيدرك كل مايدور حوله حتى خلف الأبواب المغلقة لذلك اتخذ هذا القرار الجريء للقضاء على الفساد و إسقاط مراكز النفوذ و القوة وسيطرة بعض المديرين و بالتالي النهوض بالعملية التعليمية وضخ دماء جديدة قادرة على العطاء ولديها الرغبة في النجاح وإثبات الذات وأنا شخصيا أعتبر هذا القرار ضربة موجعه لأمثال هؤلاء مدعي العملي الإداري من مديرين المدارس و أنه قرار صائب مائة فى المائة غير قابل للجدال.
و اختتم كلامي بكلمة برافو الأستاذ القدير المحترم أشرف سلومة الذي يجب أن يُتخذ مثلًا يحتذى به قائدا يحذو حذوه من يريد التفوق والتميز في توصيل الرسالة على مستوى محافظات الجمهورية و حسن إدارة الأمور علي اكمل وجه و دون افتعال اي مشاكل بفكرة التدوير و هو أمر مشروع و من صميم اختصاصاته و صلاحياته و هكذا من يريد الإصلاح عليه أن يفكر و يتخذ القرار و ينفذ .