رنا غبن تكتب عن القطار السريع

حَانت لحظة النُزول من ذلك القطار السريع…
اللَحظة التى طالما سَعينا خلفها .. ذلك القطار الذى بدأنا بداخلة رحلتنا مع تلك المُعجزات الصغيرة التى يَهبنا إياها الله …

يَدور فى رأسى كل ما مَررت به خلال تلك الرحلة التى بَدأت مع سماع ذلك الخبر الذى ننتظرة جميعاً بلهفة وشوق … ونبدأ معه رحلتنا بداخل القطار السريع

تبدأ الرحلة بسماع الخبر الذى يخترق قلبك وعقلك فى نفس اللحظة كالصاعقة التى تُصدمك .. من الممكن أن تَفرح أو تَحزن فى بعض الأوقات …
تستمر رحلتنا خلال تسعة أشهر ننتظر بشغف مرور تلك الفترة حتى نرى الطفل ..نشعر بأحاسيس متضاربة من الشوق والفرح إلى الحزن على أنفُسنا وما وصلنا إليه من إرهاق وتغيرات كثيرة ..

يصل بنا القطار إلى محطتة الأولى ويصل معه إلى الحياة طفلنا الذى أنتظرناه بشوق وتعب وننظر إليه ونحن لا نقوى حتى على النظر من شدة الألم فى تلك اللحظة … ولكن نشعر أننا قد أمتلكنا الدنيا ولا نحتاج إلى أكثر من ذلك
ويشتد بنا الألم الذى يجعلنا لا نقوى على التحكم فى أنفسنا والنزول من ذلك القطار الذى يبدأ فى التحرك من جديد ويتجة بنا إلى محطتة التالية بأقصى سرعة ..

لا نقوى على السيطرة , نجد أنفسنا نتحرك بنفس سرعة القطار من مرحلة التَغيير إلى التَأكيل إلى التَعليم إلى التَمارين الرياضية وكل شىء يَسير بنفس تلك السرعة .. المشاكل التى تحَاوطهم تَسير معنا داخل هذا القطار بنفس تلك السرعة إيضاً

كل أم داخل ذلك القطار تجد نفسها مسؤلة عن حياة أخرى وفى بعض الأوقات أكثر من حياة
مُلزمة أن تعطى أفضل ما لديها حتى تصل بهم إلى أفضل المكانات.. تُريدهم أن يُصبحو أفضل منها فى كل أمور الحياة فى آنٍ واحد !! تبذل كل طاقتها حتى بعد إنتهاء تلك الطاقة تجدها مستمرة لا تتوقف
” التقصير” هو إحساس مُلازم لها بالرغم من معرفتها أنها تُعطى كل ما لديها
تَخشى أن يتوقف ذلك القطار فجأة وتكون غير مُستعدة للنزول منه فى ذلك الوقت …

حتى تحافظى على تلك الهبة .. يجب عليكى أن تعتادى على سرعة هذا القطار .. أن تُعلمى وتُثقفى نفسك كل جديد فى أمور الحياة معه مَرَّةً أخرى… أن تواكبى المراحل التى تصلين إليها معه .. أن تَصلى إلى نقطة تتواصل وتتحد بها أفكاركم فى جميع المراحل العمرية … حتى تَصلى إلى المكان الذى تُريدين أن يتوقف بكم هذا القطار وتُحسى بالرضا للنزول منه

وحانت لحظة النزول من ذلك القطار السريع التى طالما سَعينا خلفها… ذلك القطار الذى يَسير بنفس تلك السرعة التى أنهيت فيها قراءتك لذلك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *