عُرض الفيلم الصيني “أبو منجل المتوج” في مسرح الهناجر على هامش فعاليات الدورة الـ 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك ضمن برنامج “مهرجان المهرجانات”، حيث يناقش الفيلم ظاهرة التلوث التي تعاني منها الصين من خلال الفيلم الذي يتحدث عن قرية تعاني من مشاكل التلوث بسبب وجود مصنع أسمنت فيها وهو ما أدي إلى حدوث مشاكل عديدة للقرية، حيث حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان موسكو.
وعقب الفيلم أقيمت ندوة حضرها منتج الفيلم “دوان بونج” والمخرج “تشياو وانغ”، وأدارتها الناقدة ناهد صلاح، حيث أكد المنتج في البداية أن الفيلم من نوعية الأفلام الروائية الطويلة التي تنتمي لنوعية أفلام المهرجانات، وهو ما كان سبباً في جعله متخوفاً من إنتاج الفيلم لأن الجمهور لا ينجذب لتلك النوعية من الأفلام ويفضل الأفلام التجارية، وأكد المخرج أن الفيلم كانت تكلفته الإنتاجية كبيرة وتخطت 4 مليون يوان، حيث يناقش مشكلة هامة في الصين وهي مشكلة التلوث التي أصبحت كبيرة جداً، موضحاً أن الفيلم هدفه توضيح إلى مدى وصلت مشكلة التلوث في الصين.
وأضاف المنتج أن إنتاج هذا الفيلم كان مخاطرة كبيرة ولكنه على جانب أخر كان متأكد من أن الفيلم سينال إعجاب الجمهور على مستوى العالم عندما يعرض خارج الصين وهو ما حدث بالفعل، وذلك لأن مشكلة التلوث عالمية ويعاني منها الجميع، فهو لم يكن يفكر في الإستثمار بإنتاجه هذا الفيلم بقدر ما كان يفكر في تعريف الناس بالمشكلة، والمدى الذي وصلت له في الصين، وأن يقدم فيلم جيد من الناحية الفنية حتى ينال إعجاب الجمهور، حيث أوضح أن هذا الفيلم الثالث الذي ينتجه من تلك النوعية “أفلام المهرجانات”، وسبق له وأنتج فيلمين تجاريين أخرين نالا إعجاب الجمهور أيضاً.
أما مخرج الفيلم فقد قال أنه أختار أن يكون الفيلم بالأبيض والأسود ليعبر عن لون الأسمنت، وهو موضوع مناقشة الفيلم، وقال أنه عندما ذهب لمشاهدة المكان الذي سيصور فيه الفيلم في مدينة شمال غرب الصين، وهي مدينة مشهورة بصناعة الأسمنت، فقرر أن يكون الفيلم بالأبيض والأسود تماشياً مع فكرة شهرة المدينة صناعة الأسمنت، وكذلك رؤيته للمناظر هناك والتلوث في المدينة جعله يحاول إظهار كل ذلك باللون الأبيض والأسود حتى يوصل مدى التلوث الذي تعاني منه القرية، حتى أنه عندما رأي النهر شهر أنه نهر من الأسمنت فمياهه ملوثة وتكاد تكون لا تتحرك ومتكتلة، بالإضافة إلى أنه تم تصوير فيلم في هذه المدينة موضوعه قريب من موضوع فيلمه، لذلك كان قراره بتصوير الفيلم بالأبيض والأسود كنوع من التغيير أيضاً، وأضاف لذلك المؤثرات البصرية والحسية لتوصيل الرسالة كاملة.
وعن المشاهد الطويلة التي جمعت الممثلين والتصوير من مسافة بعيدة، قال المخرج أنه تعمد ذلك حتى لا يركز المشاهد مع تعبيرات الممثلين وحركاتهم بقدر إهتمامه بأن يركز مع كلامهم لكي يعرف حجم المشكلة، بالإضافة إلى محاولته إظهار المكان بشكل أكبر لإظهار تأثير التلوث على هذا المكان وما أصابه، وأكد بأن ناقد إيراني قال له في مهرجان موسكو أنه أحب ذلك الفيلم بسبب مشاهده الطويلة البعيدة التي أظهرت الكثير من التفاصيل.
وأوضح المخرج أنه تعرض أيضاً لمشكلة هجرة الشباب من القرى إلى المدن، وقال أن هذه المشكلة بدأت مع العولمة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث خرج الشباب من قراهم إلى المدن الكبيرة مثل بيكين وشانغهاي، وهذا أدي إلى أن المدن أصبحت خالية من الشباب ومليئة بالعجزة وكبار السن، فهو زار 3 قرى خلال رحلته لتصوير هذا الفيلم، فوجد بها كبار السن فقط، وهناك مدن مات كبار السن بها فأصبحت شبه خاوية، موضحاً أن المشكلة الأكبر أنه بعد 10 أو 15 سنة يعودون إلى قراهم وهذا يسبب لهم صدمة، وذلك لأنهم كانوا يعيشون في مدن تتطور كل يوم في حين أنهم عادوا إلى القرى فوجدوها كما تركوها بدون أي تطور، وأكد أن أغلب الأفلام الصينية تتعرض لتلك المشكلة في محاولة لحلها وحث الشباب على عدم ترك قراهم والعمل فيها بدلاً من الهجرة للمدن الكبرى.