رنا غبن تكتب عن نفق الغرور

عندما تعتقد أنك أذكى من أن يُصيبك الغرور ويتملكك، ولكنك لا تعى أنك كذلك ! 
فثمة لحظة فارقة ما بين الثقة والغرور، إن تملكتك قد تفقد فيها السيطرة وتتجه فى سرعة إلى ” الغرور ” .. 
ذلك النفق المظلم الذى لن ترى فية نفسك الحقيقية بعد ذلك ! 
بعدها تعتقد أن ما تقوم به دائماً هو الشئ الصحيح فقط وأنك لا ” تخطئ” ! 
وكل من حولك، لا يفقهون شيئاً، بل فى بعض الأوقات يُضللوك عن الصواب ! 
إذا وصل الشخص إلى تلك النقطة فيصير لا يتقبل النقد، فيضيق صدره فى سرعة مع كل شخص يُعارضه أو مع كل فكرة مُختلفة قد يواجهها فى نفسه او العمل والحياة ..
الإنسان قد يصل بنفسه إلى تلك النقطة من خلال تقبل الإطراء طوال الوقت والشعور بالسعادة معها فى البداية وقد يتطور معه ذلك إلى الغرور ليس لصفاته المُميزة فقط، بل للصفات العادية والتى يحظى بها كل شخص مثل كونه متواضع او طيب، من كثرة تمجيد صفاته الحسنة، دون الرجوع إلى الخصال الأخرى الموجودة بداخله والتى تكمل شخصيته الحقيقية !
عندما تُسيطر تلك الحالة على الإنسان، فيصبح مُسيراً وليس مُخيراً وكأنه فى سحر أو حلم، يرى فقط نفسه ودون الأخريين، لا يقبل النقد والنقاش ولا يعترف بالخطأ ايضاً ! 
فساد النفس يأتى من تلقى المديح دون تفكير، من الأنا وعدم التفكير فى الغير، فكل شخص يكون لديه إستعداداً فطرياً للاتجاه نحو السئ  أو الجانب المُظلم بداخله أو بداخل حياته ولكن عليه مقاومته وعليه إيضاً أن يثق فى الأشخاص المقربون منه، الذين لا تعود عليهم اى مصالح من نقدهم له، الا ان يكون سعيداً وفى أفضل حال ! 
وفى هذا الوقت يصير النقد، نقداً بناءً.. 
قد لا نتقبل نقد أحبابنا ولكنهم أكثر الأشخاص خوفاً علينا.. 
فى النهاية كل شخص قادراً على الإختيار وعلى التغيير وعلى المواجهه .. مواجهه نفسه بعيوبه ومن ثم من حوله !  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *