رنا غبن تكتب عن وهم الكمال

يشع ضوءه فينير جزء من عتمتك، فيجعلك تنظر إليه مطولا دون ملل. يحوطك ذلك الهدوء وتتخلل السعادة إليك رويداً حتى تصل إلى قلبك.. 
فتشعر بالسعادة مختلطة بإحساس الكمال.. 
قد يكون القمر فى نظرك مكتملاً ومنيراً ويشع ضوء يصل إليك ويجعلك تراه متكاملاً، ولكنه ليس كذلك ! 
فكرة الكمال تُسيطر على بعض من البشر. تجعلهم فى حالة سعى دائمة، لا تتوقف وكل هذا فقط حتى يصلوا الى الكمال المنشود بداخل عقولهم، أو كمالهم الشخصى. الكمال فى الحياة او العمل. 
الكمالية فى علم النفس هى سمة شخصية فى الانسان تتسم بكفاح الفرد لبلوغ الكمال ويضع لها معايير عالية جدا للأداء ويصحبها مخاوف من تقييمات الغير، وأتفق علماء النفس على أشتمالها على العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية. 
ترتبط سعادة الافراد الذين يسعون إلى الكمال ببلوغ أهدافهم، فيستمدون السعادة من بلوغهم ذلك الهدف المنشود والعكس، قد تُصيبهم الكآبة لعدم بلوغ ذلك الهدف ! 
فقد يصبح ذلك الكمال، كاللعنة التى يُصابون بها.. أو بمعنى أخر، لعنه المثالية، فيصير السعى إلى الكمال مرضاً ! 
بالرغم من قناعتنا ان الكمال ليس من صفات البشر، غير ان بعض الاشخاص يحاولون دائماً الظهور بتلك الصورة.
فيجلدون ذاتهم على كل فعل وفى كل ثانية ويلومون أنفسهم على أقل تقصير  فى حياتهم المهنية أو الخاصة. مما قد يُدمر من صحتهم النفسية.
لا تربط حياتك بفكرة قد تقودك إلى الإكتئاب أو الفشل. قد يبدو الشئ جميلاً من الخارج ويعطيك الإحساس بالكمال ولكنه ليس كاملاً فى الحقيقة .. فالكمال لله وحدة، فلا تُرهق نفسك وتعيق حياتك بذلك السعى الغير لازم، فسوف تسعد بحياتك دون ذلك الكمال، ولكن إذا رغبت فى أن تسعد .. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *