رنا غبن تكتب عن الإنترنت كاشفاً لوهم الحب

بما أننا أصبحنا فى عالم السرعة والإنترنت، أصبحت العلاقات بتلك السرعة إيضاً ! 
فأختلفت  جميع المفاهيم للحب والإرتباط والعلاقات الحميمة إيضاً ! 
فتتسم تلك العلاقة بالسرعة والتى معها لا تعلم متى بدأت وكيف أنتهت ! 
وفى بعض الأوقات لا ترى ذلك الشخص الذى تتحدث معه فى الحقيقة، فتصبح تلك العلاقة مُبهمه وغامضة ولا تستطيع أن تُحدد نواياه الحقيقية ! 
قد تكون تلك العلاقات حقيقية وصادقة أو تكتمل فى غموض وشكل مُبهم للنهاية.فيرتبط ذلك بالاستمرارية حتى يتم لقائهم على الحقيقة وجهاً لوجه، فوقتها قد تتحول إلى علاقة عاطفية.
ومع إلغاء أهمية اللقاء الفعلى والتحدث المباشر بصورة أخرى غير الكتابة، تُصبح علاقة إلكترونية ومجرد سراب وليس حقيقة !  
فنرى شاب قد يتحدث مع أكثر من فتاة أو سيدة بنفس الطريقة وفى نفس الوقت، دون علمهم ويصدقونه جميعاً. إذا تصادف أن علمت واحدة منهم بذلك، فقد يجد من الحجج بحراً للخروج بسهولة من هذا الموقف ومن العلاقة بأكملها ! 
أما الجزء الأهم، فهو فى تطور تلك العلاقات أو اغلبها للجانب الحميمي فى الحديث والمشاعر، ويرتبط ذلك التطور بارتباط الأشخاص بربهم ومدى رقابتهم على ما يفعلون وسيطرتهم على مشاعرهم وأنفعالتهم إذا تطور الحديث بينهم.
أيضاً مدى علمهم بأن كل هذا لا يرتبط بالواقع وانما يقف فى حدود الخيال الغير هادف بالمرة ! 
فلا يوجد روابط تمنع ذلك فى عالم الانترنت أو تُحد منه، إلا رقابة الأشخاص على أنفسهم ومدى إرتباطهم بربهم !
تنتهى معظم علاقات حب الانترنت فى مجرد لمسة يد واحدة لتلك الكلمة السحرية الظاهرة على الشاشة وهى ” الحظر ”  ! 
فنكتشف فى النهاية :
أن العلاقات الحقيقية، تحتاج إلى الحياة الفعلية، أن ترى من تحب وتنظر إليه وأنت تتحدث. 
أن تشرح وتكشف ما بداخلك من حزن أو غضب وأنت ترى فى نفس الوقت تعابير وجهه ! 
وأن تستمع إلى جوابه وهو ينظر إليك بصورة مباشرة وليس عبر شاشة ! 
ففى ذلك الوقت، يُصبح الحب كاشفاً لعلاقة فعلية وحقيقية وقد تكون ناجحة ! 
والإنترنت كاشفاً لوهم الحب، دون ذلك اللقاء !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *